كيف يتمّ الحمل؟

 

عند الجُماع ، يتمّ قذف السّائل المنوي وفيه الملايين من الحيوانات المنويّة (أو الخلايا المنويّة) إلى داخل المهبل فتُحاول الوصول إلى قناة فالوب للقاء البويضة عن طريق عنق الرّحم.

 

يبدأ الحمل عندما ينجح أحد الحيوانات المنويّة في اختراق البويضة الجاهزة لإخصابها في قناة فالوب.

 

يخترق الحيوان المَنويّ جدار البويضة الخارجيّ إلى داخلها فتُعتبر عندها البويضة مخصَّبة وملقَّحة.

 

في الحال تبدأ الخلايا داخل البويضة الملقَّحة بالإنقسام ومعها تبدأ المرحلة الأولى من تكوين الجنين.

 
الجهاز التناسليّ لدى الفتاة
 

الجنين هو مخلوق مائيّ، لا يتنفّس بل يحصل على الأوكسيجين من والدته عبر الحبل السريّ أو ما يُسمّى بحبل الخلاص . طوال فترة الحمل، يتأثّر الجنين مباشرةً بنوعيّة غذاء الأمّ وكميّته، كما يتأثّر نموّه سلباً إن كانت تدخّن  أو تشرب الكحول أو تتعاطى الأودية والمسكّنات أوالمخدّرات .

 

من ناحية أخرى، تلعب حالة الأمّ النفسيّة دوراً أساسيّاً في فترة الحَمل، فاذا كانت تعاني من ضغوط نفسيّة كبيرة يكون الجنين إجمالاً أقلّ وزناً وأكثر عُرضةً للأمراض.

 

 

يمكن التأكّد من الحَمل عبر إحدى هذه الطرق

 

- فحص الدم: يُجرى عادةً في عيادة الطبيب أو المستشفى أو المختبر.

 

- التّصوير الصوتيّ*: يجرى عادة في عيادة الطبيب أو المستشفى.

 

- الفحص البيتيّ: وهو فحص يتمّ إجراؤه بكشف الهرمون الحَمليّ الموجود في بَول المرأة الحامل. يمكن شراؤه من الصيدليّات.

 
إحدى علامات الحمل:
 

إنقطاع الدّورة الشهريّة.

 

ألم في الثّديين وكبر حجمهما.

 

غثيان وأحياناً تقيّؤ.

 

حاجة للتبوّل أكثر من العادة.

إرهاق.

 

 بعض المشكلات المزعجة خلال فترة الحمل:

 

الغثيان

عسر الهضم أو الحموضة.

إفرازات مهبليّة.

الإمساك والبواسير.

تشنّجات في السّاق.

آلام في أسفل الظّهر.

إنتفاخ الأوردة والقدمين والسّاقين.

 

إنّ اتّباع نظام غذائيّ صحّي والعناية بالّنظافة والمشي والتّمارين البدنيّة الملائمة وتجنّب الأعمال المرهقة يخفّف من هذه المشكلات.

 

تحدُث الولادة عادةً بعد 9 أشهر على بدء الحمل، أي منذ أوّل يوم من آخر حيض.

عدّة إشارات تُنذر بأنّ الولادة أصبحت وشيكة:

 

خروج "ماء الرّأس": تُلاحظ المرأة الحامل خروج ماءٍ صافٍ من المهبل ومن ثمّ خروج مادّة مُخاطيّة صافية (أو ذات لون زهريّ).

 

بدء آلام الطّلق: إذ يبدأ الرّحم بالتقلّص استعداداً لدفع الجنين إلى الخارج.

 

خروج مادّة مُخاطيّة سميكة مختلطة بقليل من الدم وهي ما يسمّيها عامّة النّاس "العلامة".

 
تحدث الولادة في ثلاث مراحل:
 
 
انتفاخ عنق الرّحم، وقد يستغرق ذلك من 10-20 ساعة أو أكثر عند الولادة البكريّة.
 

 
المرحلة الإنتقاليّة ما بين انتهاء عنق الرّحم من الإنتفاخ وولادة الطّفل، وعادةً لا تطول هذه المرحلة أكثر من ساعتين.
 

 

مرحلة ولادة الطّفل وتنتهي عند خروج الخلاص (المَشيَمة).

 

 

يجب أن تتمّ الولادة في ظروف صحيّة ملائمة ونظيفة. يجب أن تكون جميع الأدوات المستعملة في الولادة معقّمة.

 

للأب دور كبير في مساعدة  ومساندة زوجته في أثناء الحمل والولادة وما بعدهما، فيوفّر لها الشّعور بالأمان، كما أنّه يساعدها على القيام بأعمالها والحصول على غذاء سليم.

 
وسائل مختلفة لمنع الحمل
 
الوسائل العازلة

تمنع الحمل من خلال منع وصول المَنِي والحيوانات المنويّة إلى البويضة. أهمّها :

الواقي الذكريّ: وهو كيس صغير من المطّاط يضعه الرّجل على عضوه أثناء الجُماع.

 
الوسائل الهرمونيّة

تمنع مِبيضي المرأة من "الإباضة"، وتمنع بطانة الرّحم من حمل البويضة الملقَّحة. أهمّها:

حبوب: أقراص تتناولها المرأة ويمكن الحصول عليها من عيادات تنظيم الأسرة والوحدات الصحيّة والصيدليّات ومع المرشدات الصحيّات. هذه الحبوب يجب تناولها بعد إستشارة الطّبيب أو العاملة الصحيّة.

 
الأجهزة التي تثبّت داخل الرّحم

تمنع مَنِي الرّجل من الوصول إلى بويضة المرأة وتلقيحها:

الأجهزة الرّحميّة (اللولب أو الآلة أو الكبسونة): وهي قطعة بلاستيكيّة (أحياناً مع نحاس)، توضع داخل الرحم وتأخذ شكل جَوفه.

تُثبّت من قِبَل الطّبيب أو العاملة الصحيّة فقط. ويمكن أن تبقى في داخل الرّحم عشر سنوات، قبل أن يحين موعد نزعها أو إبدالها.

 
   
 
الوسائل الطّبيعيّة

العدّ الشهريّ: وسيلة العدّ الشعريّ تجعل المرأة تعرف أيّام خصوبتها وذلك بِعَدّ الأيّام في دورتها الشّهريّة. لكنّ هذه الطّريقة لا يمكن الإعتماد عليها في حال عدم انتظام الدّورة الشهريّة.

تكون المرأة في مرحلة الخصوبة في منتصف دورتها الشهريّة .

القذف الخارجيّ (الجُماع المقطوع أو العَزل أو السّحب): يسحب الرجل عضوه من المرأة بعيداً عن أعضائها التّناسليّة قبل أن يقذف.

هاتان الوسيلتان لا تنجحان في معظم الأحيان.

 
الوساءل الدائمة

التعقيم (الجراحة المانعة للإنجاب): هي جراحات طبيّة تجعل إنجاب الرجل أو المرأة شبه مستحيل. وهذ الجراحات يمكن عكسها بجراحة ترميميّة، وهي سريعة وآمنة ولا تُحدث أضراراً جانبيّة.

تُجرى هذه الجراحة في مركز صحيّ أو مستشفى.

هذه الوسيلة لا تؤثّر على قدرة الرّجل أو المرأة على الجُماع أو الاستمتاع.

 

ما هو العقم ؟

 

يكون الزوجان مصابين بالعقم إن لم يحدث أي حمل لدى المرأة بعد المجامعة في فترات الخصوبة الشّهريّة على مدى سنة كاملة من غير أن تستعمل أيّ وسيلة من وسائل منع الحمل (أو وسائل تنظيم الأسرة).

 

كذلك يمكن للرّجل والمرأة أن يصابا بالعقم بعد أن ينجبا طفلاً بسبب ظهور مشكلة صحيّة بعد الإنجاب. هذا يسمّى عقماً ثانويّاً.

 

إنّ عادات معيّنة مثل الإكثار من شرب الكحول أو مضغ التّبغ أو تناول المخدّرات أو حتّى تناول بعض الأدوية، وكذلك تلوّث الهواء أو الماء، تؤثّر سلباً في خصوبة الرّجل أو المرأة، فيجب استشارة الطبيب.

 

بعض أسباب العقم لدى الرّجل:

 

قلّة أو إنعدام إنتاج الحيوانات المنويّة.

انسداد خَلقيّ في القناة التي تنقل الحيوانات المنويّة من الخصيَتي  .

استعمال الأدوية التي تبني العضلات (Steroids).

الإصابة بمرض كالسكريّ أو السلّ أو الملاريا.

  

بعض أسباب العقم لدى المرأة:

 

انسداد قناة فالوب أو تعطّل وظيفتها نتيجة التهابات مزمنة.

عدم حدوث "إباضة" بسبب مُبيضين متعدّدي الأكياس.

التصاقات في جوف الرّحم، تمنع "تعشيش" الجنين، بسبب الإجهاضات المتكرّرة والمتعمّدة.

الإصابة بمرض كالسكريّ أو السلّ أو الملاريا.

 
 
تنظيم الأسرة
 

تنظيم الأسرة يعني أن يتحكّم الزّوجان بوقت الإنجاب وبعدد الأطفال الذي يرغبان فيه، وذلك باستعمال وسائل منع الحمل الآمنة والّتي تسمّى أيضاً وسائل تنظيم الأسرة.

 

إنّ استخدام وسائل تنظيم الأسرة يحمي من مخاطر الحَمل المبكر حيث لا يكون نموّ أجسام الفتيات قد اكتمل بعد.

 

كما أنّه يحمي من مخاطر الحمل المتأخّر حيث قد تُعاني المرأة من مشاكل صحيّة أو أنها سبق لها إنجاب الكثير من الأطفال.

 

كما أنّ له فوائد أخرى كتوفير حياة أفضل للأسرة، فكلّما كان عدد الأطفال أقلّ كلّما زادت قدرة الأسرة على توفير احتياجاتها الأساسيّة...

 

كذلك يساعد تنظيم الأسرة على المباعدة بين الولادات، وهذا مفيد لصحّة الوالدة والمواليد فتوفّر الرّعاية اللازمة لهم.

 

التّزويج المبكر

 

التّزويج المبكر يعرّض الفتاة لمخاطر عدّة إذا حَملت:

إنّ أجسام معظم الفتيات الصغيرات السنّ لا تحتمل ولادة آمنة وصحيّة.

تزيد نسبة وفيّات الأمّهات اللّواتي يحملن قبل سنّ العشرين عن نسبة وفيّات الأمّهات اللّواتي يحملن ما بين 20-35 سنة.

ترتفع أيضاً نسبة الإصابة بالأنيميا الحادّة والمزمنة (فقر الدم نتيجة نقص الحديد)، أو لين العظام وتشوّه الحوض.

يشكّل الحمل الباكر خطراً على صحّة الجنين، فقد يولد قبل الأوان، أو ناقص الوزن.

تزيد تشقّقات جلد البطن عند الحوامل الصّغيرات في السنّ.

تزيد نسبة الولادات المبكرة لدى النّساء الحوامل الصغيرات السنّ.

 

 

لماذا التّزويج المبكر؟

 

إعتقادات بعض المجتمعات

إنّ الفتاة التي لم تتزوّج قبل سنّ الخمسة عشرة أو السّادسة عشرة هي فتاة "عانس".

تُعتبر الفتاة مصدر عار لأسرتها، فكلّما أبكرت في الزّواج كلّما تراجع هذا الخوف لدى الأسرة.

الخوف على الفتاة من الإختلاط بالذكور أو الإنحراف يجعل الزّواج هو الحلّ السريع لتجنّب هذه الأمور.

يعتقد كثيرون أنّ الإنجاب هو المهمّة الأولى للمرأة، وكلّما أنجبت المزيد من الأطفال كلّما زاد جاه الأسرة في المستقبل فيزوّجونها باكراً.

إنّ تزويج الفتاة في العائلات الفقيرة يوفّر على الأهل تعليمها ومصاريفها الحياتيّة. وفي بعض الحالات يكون زواجها من رجل ذي إمكانات ماديّة صفقة مربحة.

 

هذه الإعتقادات خاطئة تماماً وغير عادلة!

فمن حقّ الفتاة أن تنضج نفسيّاً وعاطفياً وجسدياً قبل أن تتّخذ قرار الزواج وبالتالي الحمل والأمومة، لأنّ العكس قد يؤدّي إلى مشكلات نفسيّة واجتماعيّة عديدة منها الخوف من العلاقة الجنسيّة وعدم قدرة الفتاة على رعاية طفلها أو الطّلاق.

 

ما هو الإجهاض ؟

 

إنّ اتّخاذ المرأة إجراءات لإنهاء حملها يُعتبر إجهاضاً، أمّا "سقوط" الجنين من دون قصد وبشكل طبيعيّ فيُسمّى أسقاطاً .

إنّ اتّخاذ قرار إنهاء الحمل أمر صعب للغاية، وهو عمل غير قانونيّ في العديد من البلدان خاصّة العربيّة منها. وغالباً ما يكون الإجهاض عمليّة غير آمنة خاصّة إذا كان بلا عناية وإشراف طبّي، وغالباً ما يترك نتائج نفسيّة سلبيّة.

 

  

عدّة أسباب تدفع المرأة إلى اتّخاذ قرار الإجهاض:

 

إن كان الحمل يعرّض حياتها للخطر.

إن كانت قدراتها الصحيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة لا تسمح لها بتربية المزيد من الأطفال.

عدم وجود أب .

عدم الرّغبة في الإنجاب.

الحمل من جرّاء الإجبار على المجامعة أو الإغتصاب.

الإجبار على الإجهاض.

إذا ثبت بالفحص أنّ الجنين يعاني من مشاكل كعيب خَلقيّ أو ما شابه.

إن حدث الحمل في سنّ متأخّر ويكون لدى المرأة أولاد وقد أصبحوا شبّاناً.

 

قد تلجأ المرأة الحامل الى الإجهاض غير الآمن لعدم توفّر وسائل تنظيم الأسرة (وسائل منع الحمل).

 

إن كان ولا بدّ من الإجهاض فيجب اتّخاذ التّدابير اللاّزمة التي تؤمّن إجهاضاً آمناً، مثل:

 

أن يكون تحت إشراف طبّي.

أن تتوفّر الأماكن والأدوات الطبيّة السّليمة والمعقّمة.

 

يُعتبر الإجهاض غير آمن إن لم تتوفّر فيه جميع هذه الشّروط، فقد يسبّب الوفاة، أو مضاعفات مثل الإلتهاب والألم الدّائم والعقم.

 
 
 
 

 

[برنامج الشباب والحياة الصحية]

ورشة الموارد العربية

yhl@mawared.org